التورية وخطاب التأليف

(الذخيرة لابن بسام أنموذجاً)

الملخص

يشتغل البحث على التورية بوصفها تقنية في التعبير والتأليف، وكيف مكنت المؤلف في أن يؤلف كتاباً يتضمن خطابين أحدهما مورى به/ظاهر قريب يغري السلطة الحاكمة الآنية، وخطاب مورى عنه /بعيد يعبر فيه عن رؤيته ويقول مالا يستطيع الإفصاح عنه؛ وفقاً لهذه الرؤية يناقش البحث خطاب التأليف عند ابن بسام في كتابه (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة)، من خلال قراءة جديدة تحاول أن تبرهن على أن ابن بسام في كتابه قدم تورية بلاغية من أجل أن يوثق للعهد المنصرم (ملوك الطوائف) الذي اقصته السلطة الحاكمة (المرابطين) وخاصة أسرة آل عباد حكام اشبيلية.  فالمؤلف، وهو يعيش تحت سلطة المرابطين، قدّم مؤلفاً يوثق رجال الماْئة الخامسة، بما فيهم حكّام اشبيلية بطريقة، يرى الباحث انها، مراوغة. وقد اتخذ البحث من (آل عباد) أنموذجاً للبرهنة على صحة القراءة.

ان الباحث، وهو يستفيد في بحثه من تقنيات تحليل الخطاب، لا يقوِّل المؤلفَ نتائج بحثه، بقدر ما يؤكد ان ما توصل إليه هو نتائج قراءة سعى أن تكون جديدة للكتاب القيّم (الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة).