مآذن المسجد الحرام حتى نهاية العصر العثماني

(دراسة تاريخية معمارية)

الملخص

ذكرت لنا بعض المصادر التاريخية ما يتعلق بمآذن المسجد الحرام , من بناءٍ وترميمٍ وتجديدٍ ,  ووصف لنا كثير من الرحالة المشرقيين والمغربيين هذه المآذن , وتباينت معلوماتهم وأوصافهم ومشاهداتهم لها , إلا أنه لم يكن هناك دراسة مستقلة تصف لنا مآذن المسجد الحرام وصفاً معمارياً دقيقاً , ومن هنا تتضح أهمية البحث في دراسة مآذن المسجد الحرام , دراسة مستقلة تهتم بالنواحي التاريخية والمعمارية لهذه المآذن .

وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على نشأة المآذن في المسجد الحرام , وعمارتها , وتطورها , والترميمات والتجديدات التي طرأت عليها , واتبعت هذه الدراسة منهج المسح التاريخي وكذلك المنهج التحليلي الوصفي ، وذلك بالاعتماد على أمهات الكتب في تاريخ مكة ، التي كتبها مؤرخون ومؤلفون ورحالة وفدوا إلى مكة في فترات مختلفة وكانوا شهود عيان على عمارة المسجد الحرام , والزيادات والإصلاحات والترميمات التي طرأت على مآذنه ، كما اعتمدت المنهج الوصفي المعماري لمآذن المسجد الحرام من خلال ما جاء في كتب المؤرخين والرحالة , ومن خلال الصور الأخيرة لمآذن المسجد الحرام أواخر العصر العثماني , وبدايات العهد السعودي , وذلك قبل إزالتها في التوسعة السعودية الأولى سنة 1375ه/1956م , ومن أهم نتائج الدراسة , تنوع وتعدد أشكال المآذن في العمارة الإسلامية , لم يعرف المسجد الحرام المآذن إلا في العصر العباسي , وأول مئذنة بنيت في عهد أبي جعفر المنصور سنة 137ه/754م وهي مئذنة باب العمرة , وارتبطت أسماء مآذن المسجد الحرام بأسماء الأبواب والمدارس المجاورة لها كمدرستي السلطان قايتباي ، والسلطان سليمان القانوني .