مسارات التلقي للقصة القرآنية عند القدامى

الملخص

لم يثر حدث كلامي المتلقي مثل ظهور القرآن الكريم في شبه الجزيرة العربية، فقد أثار الجيل المعاصر له مثلما أثار اجيالا أخرى متلاحقة، وكانت تلك الإثارة في وجهات مختلفة بين السلب والإيجاب، والقبول والرفض، والتأييد والدحض، والتسليم والنقد، نعم النقد بمعناه الواسع وبدوافعه المتعددة، وتحاول هذه الدراسة في هذا المورد أن تتبع اثر القصة القرانية، ومسارات تلقيها، منذ ظهورها، وتقف عند المهم من تلك المراحل التي أسهمت في سيرورتها بتشكلات الوعي النقدي حول القصة القرآنية في سياقات امتدت إلى العصر الحديث، لتحرك الدارسين للمجاراة حينا او لإعادة التشكيل والتجديد احيانا اخرى، وقد تم تقسيم المسارات او المراحل التي مرت بها القصة القرآنية ورؤية القدامى بشأنها إلى حقب متتابعة او متوازية، بحسب أنماط تلقى القصة القرآنية وفهمها في مراحله الأولى، وما تلاها او رافقها من انساق قد تفرض هيمنتها او تتوارى مضمرة خلف تمظهرات الثقافة الإسلامية والفكر الديني في العصور المتلاحقة، والى يومنا هذا، وتلك الحقب هي : الحقبة المزامنة، التي يقصد بها مسار تلقي القصة القرانية في زمن ظهورها على يد الرسول وحتى زمن وفاته (ص)، والحقبة الثانية هي حقبة التأسيس التأطيري، ويقصد بها بداية التأسيس لتلقي القصة القرآنية بموازاة القص التأريخي المأخوذ من ثقافة القصص الديني السائدة، سواء كان مشافهة او تدوينا، والحقبة الثالثة هي حقبة التوسع والاجترار، والحقبة الرابعة هي حقبة انبعاث قراءات رمزية وتجديدية، التي اكثر ما تمثلت في الفهم الصوفي والعرفاني. ونأمل ان تضيف هذه الدراسة اسهاما ولو يسيرا في رفد المكتبة القرآنية. ومن الله التوفيق والسداد.