مرحلة النظرية المعيار في المدرسة التوليدية التحويلية وحضور المعنى

الملخص

    إن أهمية المعنى في الدرس اللساني لم تكن غائبة عن فكر تشومسكي, بالرغم من أنه قد أغفلها في المرحلة الأولى في بناء نظريته, في كتاب البنى النحوية, لأنه قد عني بتأسيس نحو شكلي تركيبي قائم على أسس منطقية رياضية يعنى بالشكل والتركيب من دون الالتفات للمعنى, ومن ثم اكتشف قصورا في تلك النظرية بإغفالها المعنى والدلالة, بعد الانتقادات التي وجهت للنظرية فأدخل في نظريته المعيار المكون الدلالي, وأكد على أن المعنى مثل التركيب يجب أن يخضع للتحليل العلمي الدقيق وإن الدلالة يجب أن تدرج في التحليل النحوي بوصفها جزءاً مكملاً لا يمكن الاستغناء عنه. فالجمل تتألف من مكونات ثلاث هي: المكون الفونولوجي والمكون التركيبي والمكون الدلالي. وقد بسطنا القول في المكون الدلالي وعمله وأثره في إنتاج المعنى, بعد أن أوجزنا القول في نشأة النظرية المعيار والمبادئ العامة التي تضمنتها, لنخلص من ذلك إلى أن تشومسكي قد أدخل المعنى في دائرة اهتمامه بعد أن أهمله من قبل.