الواقعية: دراسة نقدية

الملخص

إن الإنتاج الأدبي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، عصر الواقعية والعلم، الذي يعتمد فقط على تحليل الحقائق الواقعية، هو إنتاج يتميز بالواقعية ، وهو تيار فلسفي أدبي بطابعه العميق في تاريخ الأدب الأوروبي.

في منتصف القرن التاسع عشر، هبت رياح تحرر جديدة من الليبرالية على دول أوروبا ، تاركة تأثيرها على الدول الاستبدادية، مثل الملكيات الدستورية، وإحياء روح القومية لدى الشعوب التي حرمت من حريتها ووحدتها الوطنية. وبهذا صعد الاتجاه الليبرالي إلى قمة العام (1848 م) مصحوبًا بانفجار ثورات متتالية تتميز بطبيعة معقدة استطاع المؤرخون وصفها بـ (ربيع الشعوب)، حيث أدت هذه الثورات إلى خيبة أمل كبيرة، حين وضعت حداً لأحلام الحرية وأثارت أزمة عميقة في ضمير البشر، لذلك واجه الرجل الأوروبي واقعًا حقيقيًا جديدًا لم يستطع تجاهله بعد في ترسيخ البرجوازية وازدهارها وتغلغل المادية في الحياة اليومية والانقلاب الجذري لمقياس القيم الناتج عن كل هذا.