الذنوب وتأثيرها على حياة الإنسان
الملخص
كل ما يصدر من الإنسان قولاً أو فعلاً يترك اثره في مسيرة حياته وهو يتابع سيره الطبيعي نحو لقاء ربه من بلوغه مرحلة التكليف الشرعي حتى ينتهي هذا التكليف بموته أو انتقاله من دار البلاء الى دار الجزاء.
فحتى يثبت انه عبد الله عبد الله وبما صدر منه يستحق ما يستحق فلا بدَّ من بيان أثر معاصيه عليه ، فكل شيء جاء به له أثر ، فما هذا الأثر ؟ وهل ينحصر على حياة الإنسان في دنياه أم يتعداه الى حياته الأخرى ، فالله حكيم بما صنع وخلق وابن آدم من صنع الله فلا بُدَّ من حكمة من خلق الإنسان ومروره في هذه الدنيا ثم يموت وما بعده الحساب وإلا فالرب منزه عن العبث {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} المؤمنون :115 .
ومصير الإنسان ومنزلته في داريه يعتمد على ما صدر منه وما عمل {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} الحجرات: 13 ، وما الموت إلا مرحلة ظهور النتائج وبيان المفاضلة بين الناس على أساس ما عملوا ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ الملك: 2 ، وعلى ذلك على الإنسان ان يفكر في عاقبة كل ما يريد أن يقوله او يعمله ؛ لأنه يسجني ثمره وسيتبعه أثره﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾يس:12 ، وللذنوب كل التأثير في سعادة الإنسان وشقائه واثرها الأكبر والأخطر يظهر في ما بعد موته وهذه أشد المصائب عليه ، إذ لا رجعة فيها إلى الدنيا حتى يتدارك ما فاته أو تصحيح أو تكفير ما عمل وما قال.{ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ} المؤمنون :100 .
المراجع
2- أضواء على دعاء كميل، عز الدين بحر العلوم، مطبعة الجيواني، بغداد، ط4، 1408ه-1988م.
3- الاصول من الكمافي، محمد بن يعقوب الكلبني، دار الكتب الاسلامية،، طهران، ط8، 1387ه-.ش.
4- بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، دار الاتحاد الثقافي العربي، بيروت-لبنان، ط2، 2012م.
5- التفسير البسيط، ابي الحسن علي ابن احمد بن محمد الواحدي، دار العماد للدراسات والبحوث القرآنية، دمشق-سوريا، ط1، 1434ه-2013م.
6- التعريفات، علي بن محمد بن علي الجرجاني، دار الطلائع للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط1، 2013م.
7- تفسير الطبري، ابي جعفر بن جرير الطبري، دار احياء التراث العربي، بيروت-لبنان، ط1، د.ت.
8- تفسير التحرير والتنوير (تفسير ابن عاشور)، محمد الطاهر ابن عاشور، مؤسسة التاريخ، بيروت-لبنان، ط1، د.ت.
9- الذنوب، كاظم القرةغولي، قلم، قم-ايران، ط1، 1429ه.
10- الذنوب الكبيرة، عبد الحسين دستغيب، دار البلاغة، بيروت-لبنان، ط1، 1421ه-2000م.
11- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني شهاب الدين محمود الالوسي، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط3، 2009م.
12- فتح القدير، محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الصنعاني، مؤسسة دار النوادر، سوريا، ط1، 1433ه-2012م.
13- الفرقان في تفسير القرآن، محمد الصادقي، دار شكران للتراث الاسلامي، قم-ايران، ط1، 1434ه-2013م.
14- لسان العرب، جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الافريقي المصري، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، ط1، 1426ه-2005م.
15- مجمع البيان، ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بيروت-لبنان، ط2، 1425ه-2005م.
16- نفحات القرآن، ناصر مكارم الشيرازي، دار النشر الامام علي ابن ابي طالب، قم-ايران، ط2، 1431ه.
17- مفاتيح الجنان، عباس القمي، منشورات لقاء، قم-ايران، ط1، 1385ه.
18- الميزان في تفسير القرآن، محمد حسين الطباطبائي، المطبعة التجارية، بيروت-لبنان، د.ط، د.ت.
19- مواهب الرحمن في تفسير القرآن، عبد الاعلى الموسوي السبزواري، مطبعة الديواني، بغداد، ط3، 1409ه-1989م.
الحقوق الفكرية (c) 2022 د. ماجد مهدي ذياب السلطاني

هذا العمل مرخص حسب الرخصة Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.